تأملات في الأحواض البحرية

إبدء من هنا
681
0
sample-ad

كتبه: م. أحمد عبد المنعم الريس – ١ مارس ٢٠٢٢م
اليوم هو الرابع في مرحلة الملئ التجريبي الثاني للحوض، أعتقد أنه بفضل الله على مايرام حتى الآن.
بالرغم من اني انصح دائما عند اختيار موقع الحوض أن يكون بعيدا عن التعرض لضوء الشمس المباشر نظرا لما يسببه من مشاكل نمو الطحالب بسرعة وكثافة مع عدم القدرة على التحكم في ثبات درجات الحرارة عند الدرجة المطلوبة خاصة بفصل الصيف إلا أن اختيار المكان الأنسب في الوقت الحالي لحوضي البحري الأول جاء بجانب باب شرفة الغرفة حيث يتيح لي وضع المبردات وفلاتر مصدر إمداد المياه في الشرفة خارج الغرفة لتلافي الازعاج وزيادة الحرارة الناتجة عن أجهزة التبريد إذا ما تم وضعها داخل الغرفة.
ومع أن باب الشرفة مزود بستائر ومن السهل إسدالها وحجب أشعة الشمس عن الحوض إلا أنني لا أستطيع منع نفسي من ازاحة الستائر في الصباح الباكر والسماح لأشعة الشمس عند شروقها بالمرور من خلال زجاج الحوض الجانبي والتمتع بذلك المشهد الخلاب، حيث تضيء أشعتها جزءا من تشكيل الصخور البحرية البيضاء داخل الحوض بينما يتحلل بعض من الضوء خلال مروره بسماكة زجاج الواجهة إلى ألوان الطيف السبعة والتي ترسم خطا ملوناً فوق الصخور وعلى رمال الحوض في منظر بديع.
وبما أن فترة دخول أشعة الشمس إلى الحوض لا تدوم لأكثر من نصف الساعة عند الشروق حيث تنحسر عنه أشعتها تدريجيا مع ارتفاع الشمس في السماء فلا ضرر من تعرض الحوض لها تلك الفترة الوجيزة والتمتع بذاك الجمال وملاحظة التفاصيل والألوان اللتي لا تظهر إلا تحت أشعة الشمس الطبيعية ريثما أن أشعة الشمس أثناء الشروق تكون في أضعف حالاتها وبالتالي غير كافية للتأثير على درجة حرارة مياه الحوض او تحفيز نمو الطحالب.

وخلال تأملي صباح اليوم جالت برأسي خواطر أحببت أن أشاركها مع حضراتكم:
١-
عند المشاهدة والتأمل توقن بأن قدرة الله وكمال صنعه يكمن في كل ذرة من ذرات الطبيعة، فمهما اجتهد الشركات باستخدام أحدث تقنيات الإضاءة في صناعة الكشافات الخاصة بالأحواض فلن تضاهي جمال وكمال أشعة الشمس الطبيعية بما تكشفه من تفاصيل وما توفره من تدرج لا نهائي من الأطياف.
٢- عند اختراق أشعة الشمس للمياه تكشف لك كَماً عظيما من الجزيئات الدقيقة العالقة في عمود الماء والتي لاتستطيع في غيابها رؤيتها بالعين المجردة، ومع ملاحظة حركة تلك الجزيئات تستطيع بسهولة ملاحظة شكل واتجاه تيارات المياه بالحوض والتي تنشأ بفعل صانعات الأمواج المثبته داخله.
والاستفادة من تلك الملاحظة انك تستطيع ليلا إن تظلم الحجرة تماما وتقوم بتوجيه كشاف إضاءة أبيض قوي من خلال جانب الحوض وملاحظة شكل واتجاه التيارات داخله وذلك للتأكد من أن التيارات تمر بجميع اجزاء الحوض وعدم وجود نقاط ميتة لا يصلها التيار فتؤدي إلى تراكم الفضلات بها مما يؤثر بالسلب على جودة المياه.
٣- كل حوض هو قطعة فريدة من نوعها لا مثيل لها وتحمل توقيع صاحبها، فمن المستحيل أن يتطابق حوضان تمام التطابق في أي مكان آخر أو حتى بنفس المكان، فلكل حوض تشكيلة صخور مختلفة كالبصمة، سواء تشكلت طبيعيا أو يدويا بتثبيت أجزاء مختلفة من قطع الصخور معا للحصول على شكل نهائي لا يتطابق مع غيره في أي مكان
كما أن نوع الصخور وتشكيلها، موقع الحوض في المكان، شكل الحوض وابعاده، نوع الإضاءة المستخدمة، نوع الفلترة، التجهيزات، الاضافات، المغذيات، درجة الحرارة المحيطة، مصدر المياه، مصدر وتنوع الأحياء داخل الحوض بالإضافة إلى عمر الحوض كل عامل من تلك العوامل يشكل تأثيرا وكلها مجتمعة تشكل شخصية ذلك الحوض.
وبما أن كل حوض هو قطعة فريدة من نوعها فلا يمكنك الاعتماد في المطلق على تطبيق نفس الروتين بنفس الاعدادات لحوض آخر ناجح على حوضك.
نعم هناك قواعد ثابتة لابد من اتباعها ولكن لكل حوض ظروفه الخاصة ولابد له من متابعة دقيقة خاصة في مراحل عمره الأولى والتي تتشكل فيها شخصيته، ومع الوقت والملاحظة المستمرة والقراءة والبحث والتعلم واستشارة الخبراء ستكون قادرا على تحديد الروتين الناجح الذي يقود الحوض إلى نقطة الاستقرار.
٤- نحتاج نحن البشر إلى العديد من المعدات والتجهيزات والمستلزمات والاضافات وبذل الجهد والوقت في الصيانة والمتابعة الدقيقة لكي نحظى باضافة جزء محدود جدا من الطبيعة في بيوتنا متمثلة في حوض أسماك الزينة أو الشعاب المرجانية كي نمتع أبصارنا ونريح أذهاننا في حين أن المحيطات والبحار والأنهار والبحيرات بكل ما تحويه من حياة ومخلوقات تجري بأمر الخالق وتدار من خلال منظومة كونية دقيقة ومحكمة ومستمرة منذ بداية الخلق وحتى فناء الأرض دون الحاجة لتدخل بشري واحد، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع كل شيء.
مع تحيات موقع هوايتي

sample-ad

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة