كيف تصنع الأمواج – الجزء الأول

معدات وأدوات
1.3K
0
sample-ad

محمد حسان – 10 يناير 2022

إذا كنت جديدًا في هواية الأحواض البحرية، فقد تكون قد سمعت أن حركة المياه أمر أساسي لنجاح الأحواض البحرية، وإذا كنت هاوي متوسط الخبرة، وتفكر في رفع مستواك في لعبة الأمواج، خاصة إذا كنت تنوي تربية المرجان الصلب، فمن حسن حظك أنك تعيش في فترة زمنية تتيح فرصًا كبيرة ومتنوعة لجميع الهواة – من المبتدئين إلى الخبراء – حيث تتوفر أجهزة كثيرة لصنع الأمواج أفضل وأسهل بكثير من أي وقت مضى.

أولاً من المهم أن تعلم أن هناك نوعين من مضخات المياه المستخدمة في معظم أنظمة الأحواض البحرية، مضخة الرفع أو مضخة النظام المسؤولة عن إعادة المياه إلى الحوض من السامب، وهي تعمل بقدرة من 3 إلى 10 أضعاف حجم النظام في الساعة، وكلما كانت كمية المياه أكبر كلما ارتفع مستوى صوت الماء الخارج من الحوض، ومن ثم فإن الأحواض البحرية الحديثة لا تعتمد عادة على مضخة الرفع لإنشاء حركة الأمواج اللازمة في الحوض.
وللحفاظ على حركة المياه اللازمة داخل الحوض، ابتكر بعض الهواة – خاصة من لديهم أحواض كبيرة جدًا – طريقة “الحلقة المغلقة closed-loop” حيث تستخدم مضخات مياه خارجية لتقوم بسحب المياه من الحوض وتعيدها إليه مرة أخري من خلال نقطة دخول واحدة أو أكثر موجودة في زجاج الحوض نفسه، ويلجأ معظم الهواة خاصة في الأحواض الصغيرة لاستخدام صانعات الأمواج الغاطسة Wavemakers لتدوير المياه داخل الحوض.

صورة توضح نمو كثيف للشعاب المرجانية الصلبة في أحد الأحواض، وفي مثل هذه الحالات يكون توفير التيار الأمثل مهمًا لبقاء المرجان على قيد الحياة.

لماذا علينا الاهتمام بحركة المياه؟

تعتبر حركة المياه أمرًا حيويًا للغاية لصحة ونمو الأحياء البحرية وخاصة الشعاب المرجانية، حيث نمت هذه الشعاب منذ آلاف السنين في مستوطنات ذات تدفق نشط للمياه من موجات المد والجزر، وتعد هذه التيارات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ضرورية لتوصيل الأكسجين والمغذيات والمعادن الذائبة، والتي بدونها لا يمكن للشعاب المرجانية واللافقاريات الأخرى مثل الأنيمون والمحار أن تنمو وتزدهر، وبنفس القدر من الأهمية تقوم تلك التيارات بغسل وتنظيف الشعاب المرجانية من الرواسب وطبقات المخاط التي يتم إنتاجها باستمرار خلال عمليات التمثيل الغذائي، وفي حالة حدوث ركود في حركة المياه حول الشعاب سوف تموت لوامس وأنسجة المرجان، لأن تدفق المياه ضروري لعملها الفسيولوجي، وتعمل أسماك الشعاب المرجانية أيضًا بشكل أفضل مع حركة المياه القوية؛ لأنها تبقيهم في حالة نشاط وتمنع تكون الدهون في جسم الأسماك.

يتطلب الليزر كورال والعديد من الشعاب المرجانية ال LPS توفير تيارات مياه أقل بكثير من الشعاب المرجانية الصلبة.

ويعتبر العديد من الهواة المخضرمين أن تيارات المياه لا تقل أهمية عن الإضاءة لتحقيق النجاح مع الشعاب المرجانية، وقديماً نجد أن أغلب محاولات الحفاظ على أنواع مثل الـ Acropora وغيرها من الشعاب المرجانية الصعبة كانت تبوء بالفشل، حيث كان الهواة لا يزالون يستخدمون المعدات المخصصة لأحواض أسماك المياه العذبة، أما في الوقت الحاضر تمتلك المضخات عالية الأداء قدرات وخيارات تحكم إلكترونية لم نكن نحلم بها في الثمانينيات، وبالرغم من ذلك عندما انتشرت أحواض المرجان في تلك الأيام، كنت تعتبر نفسك محظوظًا مقارنة بالوضع في الستينيات، عندما كانت حركة المياه في أحواض المياه العذبة والبحرية تنتج عن طريق ماتور الهواء والسكرية.

كانت المضخات في السبعينيات والثمانينيات تحتوي على محركات تعمل علي رولمان بلي Bearings ويجب تزييتها على فترات منتظمة، وبسبب قوة الطرد المركزي أثناء التشغيل كانت يتسرب بعض الزيت من جسم المضخة ويلوث مياه الحوض، كما كانت تتسرب ترسبات الملح إلى جسم المضخة وتسبب تعطل رولمان البلي بسرعة، وقد تحتاج لتغيير الرولمان للمضخة إذا تم تشغيلها لفترة طويلة، أو تحتاج المضخة لتغيير المحرك بالكامل، وكانت المضخات الغاطسة متاحة بالفعل في ذلك الوقت لكنها كانت مملوءة من الداخل بالزيت بدلاً من راتنجات الايبوكسي، وكان من الضروري الحفاظ دائماً على عزل المضخة وإجراء تغيير للزيت كلما تطلب الأمر، ومن سلبيات المضخات كذلك في ذلك الوقت أنها تنتج تيارًا مركزًا من الماء من خلال فوهة المضخة، يشبه نفث المياه من خرطوم الحديقة، بينما تنتج المضخات الحديثة في وقتنا الحاضر “جدار عريض من المياه” يحاكي التيارات في الطبيعة.
أما في يومنا الحاضر لديك رفاهية الاختيار من بين العديد من المضخات المصممة لمحاكاة الظروف الطبيعية لمناطق الشعاب المرجانية، حيث يمكنك ضبط برنامج التحكم لينتج حركة مائية متغيرة على مدار الساعة، ويمكنك اختيار انتاج تدفق مستمر أو نبضات موجية في أي فترة زمنية تحبها، وباستخدام أدوات التحكم في الوقت يمكننا تغيير التيارات تلقائيًا إلى فترات زيادة الارتفاع خلال النهار، والهدوء في المساء، وحتى الأحواض ذات الميزانية المحدودة يمكن أن تتمتع بحركة مائية ممتازة من خلال تركيب مضختين أو أكثر أو ويف ميكر عادي على جهاز توقيت يعمل على تشغيل وإيقاف المضخات وفقًا لجدول زمني محدد لإنتاج موجات متقطعة.

أجهزة التحكم الذكية:

في وقتنا الحالي تطورت البرمجيات وأجهزة التحكم حيث تتواصل النماذج البرمجية بشكل ذكي فيما بينها حتى أنه يمكن لكل مضخة أن تعرف ما تفعله المضخات الأخرى في أي وقت، وتتكيف أو تغير خصائصها وفقًا لذلك – فيمكن أن تتوقف مؤقتًا وترك المجال لمضخة أخري، بحيث يتم عكس الخصائص الحالية في الحوض ويتم إنشاء تيارات بديلة أو الانتقال لتيار ثابت للحصول على ناتج أكثر قوة، هذا الأمر يمكن أن يحقق تفاعلًا مثاليًا حيث أن مجموعة المضخات المجهزة بهذا النوع من الذكاء الاصطناعي هي أكثر من مجموعة أجزاء تعمل بشكل فردي.
بل أن الأمر تطور لمستويات أفضل: فبعض المضخات الحالية لا تتواصل فقط مع بعضها البعض ولكن أيضًا تتواصل مع الإضاءة LED هذا يجعل من الممكن محاكاة عاصفة مع وجود الغيوم والبرق وعمل اضطراب مائي قوي، كل ذلك في وقت واحد.
ومع بعض النماذج البرمجية المتطورة يمكنك ضبط الظروف البيئية في الحوض لتتناسب مع مناطق مختلفة في الطبيعة (مثل مناطق الشعاب المرجانية شديدة التيارات أو الأماكن الهادئة) أو تقليد فترات تدفق المد والجزر فتقوم المضخات بتحريك الفضلات بحيث يمكن نقلها إلى نظام الفلترة وإزالتها، كل ذلك يمكنك إدارته والتحكم به باستخدام هاتفك الذكي.

كما أن المضخات الحالية تعتبر قليلة الصيانة وتعيش لفترة طويلة وغير معقدة مقارنة بالأجيال السابقة، كما أن لدينا اختيارات متعددة بأسعار متنوعة، فأبسط النماذج يمكنك تركيبها بأي مكان على زجاج الحوض باستخدام حامل مغناطيسي أو شفاط مطاطي؛ فكل ما عليك فعله هو توصيل الكهرباء لتحصل على أمواج ممتازة، كما أن أغلب أنواع الويف ميكر تمكنك من توجيه خرج المضخة أو اتجاه الأمواج حسب الرغبة.

ملاحظات هامة قبل الشراء:

يهدف العديد من الهواة اليوم إلى الحصول على سعة تدفق إجمالية للمياه تبلغ 30 إلى 50 ضعف حجم الحوض المائي، فعلي سبيل المثال حوض سعة 190 لتر يمكن تركيب ويف ميكر واحد أو أكثر بمعدل تدفق إجمالي يبلغ 5700-9500 لتر / ساعة، وبالنسبة لأحواض المرجان الصلب SPS فقد تصل معدلات التدفق إلى 130 ضعف حجم الحوض، ويتم تركيب المضخات على طرفي الحوض بشكل معاكس تدفق عشوائي ومتغير للمياه يفيد العديد من الشعاب المرجانية.
كما يمكنك ضبط معدل التدفق في المضخات العادية باستخدام رافعة صغيرة تقوم بفتح أو غلق مخرج المياه لتقليل أو زيادة التدفق، أما المضخات التي تحتوي على وحدة تحكم خارجية فهي تمكنك بسهولة من التحكم في قوة المضخة إلكترونيا، وعند التفكير في سراء مضخة جديدة عليك أن تحدد ما الذي تحتاجه، حيث يتطلب ضبط خرج المضخة باستخدام رافعة وضع يديك في الماء بالإضافة إلى أنك لن تقوم بتوفير الكهرباء عند تقليل كمية المياه، ومن ناحية أخرى فالمضخات الذكية المزودة بجهاز تحكم سوف تتحكم بها دون أن تبلل يديك وإذا قمت بتقليل قوتها فإنك توفر أيضًا في استهلاك الطاقة.
قد تكون هذه الملاحظات غير مهمة في حالة الأحواض النانو، ولكن في حالة الأحواض الكبيرة مراعاة تلك الملاحظات سوف توفر لك الكثير من استهلاك الكهرباء، وتذكر أن المضخات تعمل على مدار 24 ساعة، لذا فإن كل واط يتم توفيره يساوي ضعف قيمة المضخة مقارنة مثلا بالإضاءة التي لا تعمل على مدار الساعة، لذا فإن الانفاق على مضخة جيدة مزودة بوحدة تحكم يمثل ادخاراً طويل الأجل.

استخدام خاصية التحكم الزمني لتجنب إرهاق الشعاب المرجانية:

يعتمد اختيارك للمضخات العادية أو المزودة بأجهزة تحكم على نوع الأحياء التي تريد رعايتها، حيث يمكنك بسهولة تلبية احتياجات الشعاب المرجانية السهلة وشديدة التحمل مثل الشعاب من نوع Sarcophyton، أو Nephthea، أو Litophyton soft corals، والعديد من الشعاب المرجانية الأخرى بمضخات أو ويف ميكر بسيط ينتج تيارًا ثابتًا غير متغير، وتختلف الأمور بالطبع مع الشعاب المرجانية الصلبة SPS والتي توفر فروعها مقاومة للماء وبالتالي قد تعيق حركة الأمواج.
فكلما كبرت هياكل الشعاب المرجانية الصلبة، زاد تأثيرها على توزيع تيار المياه في الحوض، فإذا قمت بضبط المضخات داخل الحوض بشكل صحيح في البداية، فستصبح بعد فترة ضعيفة للغاية، وربما ستلاحظ ذلك من مناطق الأنسجة الميتة في الشعاب المرجانية، لذلك يُنصح بتوفير سعة أكبر لتدفق المياه من البداية.
التيار القوي مهم أيضًا للوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها داخل الشعاب المرجانية الصلبة، على سبيل المثال نحتاج لتوفير تيارات كافية خلف وأسفل هيكل تلك الشعاب، وهنا يكون دور أجهزة التحكم في المضخات أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن أن تكون التيارات القوية المستمرة مرهقة أو حتى ضارة بالشعاب المرجانية، فتتيح لنا أجهزة التحكم تشغيل المضخات بتوقيت زمني محدد لضمان وجود تيار قوي لفترة وجيزة فقط، مما سيجنب الشعاب المرجانية الضغط والارهاق بشكل كبير.
وبالنسبة لأحواض الشعاب التي تحتوي على مستعمرات مرجانية كبيرة، يكون التنوع في حركة المياه أمر ضروري، وهذا بالطبع يتطلب ويفات/مضخات قوية مزودة بوحدة تحكم، لذلك من الحكمة عند الشراء لأول مرة أن تختار ويفات أو مضخات أعلي قليلا من حجم الحوض لأنك ستحتاج إلى هذه القدرة الاضافية في وقت لاحق.

تابع الجزء الثاني …

مع تحيات موقع هوايتي

sample-ad

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة