حقائق عن المرجان الصلب

sample-ad

كتبه: مهندس/ أحمد عبد المنعم الريس (أغسطس 2021)

تتميز المرجانيات الصلبة بكونها زاهية الألوان وتضفي جمال خلاب سواء في الطبيعة أو في أحواض المرجان لدى الهواة. وتعد المرجانيات الصلبة هي البناء الرئيسي للأحياد المرجانية حيث تتشكل على هيئة مستعمرات كبيرة تمتد لمساحات واسعة مكونة بناء ضخم يعد بيئة مثالية للعديد من الكائنات البحرية التي تسكنها فهي بمثابة مكان آمن يكثر فيه الكهوف والتضاريس التي تسمح بالاختباء من المفترسات الكبيرة ووضع البيوض بأمان كذلك تأوي تلك الشعاب العديد من القشريات والرخويات والطحالب التي تعد الغذاء الرئيسي للعديد من الكائنات.
في الماضي كان الاحتفاظ بتلك المرجانيات في أحواض بالمنزل أمراً شاقا نظرا لصعوبة توفير متطلباتها، لكن الآن ومع توافر المعلومات والمعدات والإضافات فأصبح الأمر أكثر سهولة ويسر حيث يمكن توفير بيئة محاكاة ممتازة تسمح بنمو وازدهار أغلب فصائل المرجان داخل أحواض المياه البحرية.
في هذا الموضوع سوف نتعرف على العديد من الحقائق الهامة عن حياة المرجان الصلب تسميته، تكوينه التشريحي، طبيعة العلاقة بينه وبين الطحالب التكافلية، غذاؤه، نموه، ألوانه، أسباب ابيضاضه وموته.  

التسمية (SPS & LPS):

ينقسم المرجان الصلب إلى نوعين: SPS & LPS
“SPS” هي اختصار لـ “Small-Polyp Stony” ومعناها المرجانيات الصلبة أو الحجرية ذات البراعم الصغيرة.
“LPS” هي اختصار لـ “Large-Polyp Stony” ومعناها المرجانيات الصلبة او الحجرية ذات البراعم الكبيرة.
أحيانا يشار إلى “S” الأخيرة في الرمزين SPS & LPS إلى الكلمة اللاتينية “Scleractinian” وتعني الصلبة حيث أن كلا النوعين ينتمون إلى الرتبة “Scleractinia”.
كلمة “Polyp” “بوليب” تعني الزائدة أو البروز اللحمي وسنشير إليه في هذا الموضوع بلفظ البرعم أو البراعم حيث أنها تبرز من الجسم كما البرعم في النبات.

تكوينه التشريحي:

قديما كان يعتقد أن المرجان من النباتات نظراً لأن معظم عائلات المرجان تعتمد على ضوء الشمس للقيام بعملية البناء الضوئي تماما كالنباتات على البر لكن مع تطور العلم ومع الأبحاث التي تم إجرائها تم تحديد هوية المرجان بدقة.
فالمرجانيات الصلبة هي حيوانات بحرية من شعبة اللاسعات والتي تبني لنفسها هيكلاً صلباً من كربونات الكالسيوم لذلك يسمى بالهيكل الكلسي وهو السبب في تسمية تلك الانواع من المرجان بالصلب او الحجري.
يكسو ذلك الهيكل الكلسي النسيج الحي للحيوان (المرجان) وهو عبارة عن نسيج لين شفاف اللون يتفرع منه تفرعات “براعم”.
تتشكل تلك البراعم على هيئة جسم أسطواني متوج بقرص ذو تجويف فموي محاطا بالمجسات وتسمى “Polyps” والتي يشار إليها في هذا المقال بالبراعم كما ذكرنا سابقا.
يختلف حجم تلك البراعم من فصيلة لأخرى فإما أن تكون صغيرة متصلة بهيكل كلسي واحد كما في حال “SPS” أو كبيرة منفردة بهيكلها الكلسي كما في حال “LPS”.
في حال المرجان الصلب “SPS” فإن تلك البراعم “Polyps” تتكاثر لا جنسيا بالتبرعم مكونة مستعمرة متعددة التفرعات المستنسخة بهيكل كلسي مشترك قد يمتد لعدة أمتار في القطر والارتفاع حسب نوع المرجان.
شكل ومظهر كل مستعمرة مرجانية لا يعتمد على اختلاف الأنواع فحسب، بل يعتمد أيضًا على موقعها جغرافيا وعمقها تحت سطح المياه وكمية حركة المياه وعوامل أخرى سيتم ذكرها لاحقا.

تستضيف معظم الشعاب المرجانية التي تعيش على أعماق تصل إليها أشعة الشمس طحالب تكافلية تعرف باسم Zooxanthellae (زوو-زان-تالي) وهي طحالب أحادية الخلية وكروية حرة الحركة تسبح في المياه بواسطة سوطين يسقطان بمجرد اندماجها داخل أنسجة المرجان المضيف.
دلت ملاحظات من تجارب علمية أن المرجان يرسل إشارات كيميائية في المياه تعمل كمنارات توجيه لجذب الطحالب حرة الحركة للسباحة باتجاه المرجان ثم تقوم بروتينات مشعة باللون الأخضر يتم إنتاجها بواسطة المرجان المضيف بجذب الطحالب ناحية البراعم فتقوم بامتصاصها إلى داخل أنسجة المرجان ومن ثم تنفصل أسواط الحركة عن الطحالب لتستقر داخل أنسجة المرجان المضيف وتتحول إلى تكافلية.

يتكون النسيج الحي للمرجان والذي عادة ما يكون سمكه بضع ملليمترات فقط من طبقتين، البشرة وهي الطبقة الخارجية وبها خلايا خيطية لاسعة (عضيات لاسعة سامة) والمعدة وهي الطبقة الداخلية حيث تعيش الطحالب التكافلية ” Zooxanthellae” في فجوات خاصة داخل خلايا تلك الطبقة.تخضع الطحالب التكافلية للتكاثر الـلاجنسي عن طريق الانقسام، وتربطها بالمرجان علاقة حميمة فحياة المرجان تعتمد عليها كما تعتمد حياتها على وجود المرجان.

طبيعة العلاقة بين المرجان الصلب والطحالب التكافلية:

تعريف العلاقة التكافلية: العلاقة التكافلية تعني أن كل طرف في تلك العلاقة يكفل احتياج الطرف الآخر من عنصر أو أكثر من العناصر التي يحتاجها ولا يستطيع الحصول عليها خارج تلك العلاقة.
ماذا يوفر المرجان الصلب للطحالب التكافلية؟
يوفر المرجان للطحالب التكافلية بيئة محمية وآمنة حيث يستضيفها داخل خلايا أنسجته اللينة الشفافة التي تسمح بنفاذ ضوء الشمس اللازم لقيام الطحالب التكافلية بعملية البناء الضوئي والتكاثر.

تقوم البراعم المنتشرة على جسم المرجان بالتقاط العوالق والمغذيات من المياه عن طريق المجسات ومن ثم تدخلها من خلال الفتحة الفموية إلى داخل كيس الهضم حيث يتم هضمها وإمداد الطحالب التكافلية بمركبات الفسفور والكبريت النيتروجين والتي تحتاج إليها الطحالب التكافلية لإتمام عملية البناء الضوئي.
ينتج المرجان أيضاً ثاني اكسيد الكربون الناتج عن عملية التنفس الخلوي لأنسجته وهو من العناصر الأساسية التي تستهلكها أيضا الطحالب التكافلية خلال عملية البناء الضوئي.

يوفر أيضا المرجان الأمونيوم حيث أظهرت دراسة أن امتصاص الشعاب المرجانية للأمونيوم عن طريق البراعم “Polyps” كان مرتبطًا بشكل وثيق بالضوء (وهذا يعتمد على كون مجسات براعم المرجان تتمدد باستمرار أو تتمدد فقط أثناء الليل). وقد تبين أيضًا أن احتفاظ المرجان بهذا الأمونيوم كان مرتبطًا بـتركيز الطحالب التكافلية لأن الطحالب تمتص معظم الأمونيوم للحصول على النيتروجين.

أثبتت الدراسة أيضا أن الطحالب التكافلية أكثر كفاءة في استخدام مصادر النيتروجين المختلفة كالنتريت.

كما كشفت الدراسة عن تواجد إنزيمات تستخدمها الطحالب التكافلية للحصول على النيتروجين من النترات حيث لوحظ أن كثافة الطحالب التكافلية تزداد مع تركيز النترات طالما كانت في حدود استهلاكها.

بالمقابل ماذا تقدم الطحالب التكافلية للمرجان؟: تمتص الطحالب التكافلية أطياف الضوء النافذ إليها من خلال انسجة المرجان الشفافة فتقوم بعملية البناء الضوئي مستخدمة العناصر السابق ذكرها ومن ثم تمد المرجان بالجلوكوز والجليسيرول والأحماض الأمينية كنواتج لعملية البناء الضوئي كما تنتج أيضا الأكسجين.
يقوم المرجان باستخدام تلك النواتج العضوية لتكوين البروتينات والدهون والكربوهيدرات اللازمة لنمو الأنسجة الحية وإنتاج كربونات الكالسيوم وهو المركب الرئيسي اللازم لبناء الهيكل الصلب للمرجان.

تعطي الطحالب للمرجان العديد من الألوان المميزة له، حيث تحوي خلايا الطحالب على صبغات ملونة مختلفة تستخدمها بشكل أساسي في عملية التمثيل الضوئي، وحيث أن تلك الصبغات حساسة لأطياف الضوء المختلفة فكل صبغة تمتص طيف محدد من الضوء وتعكس أيضا طيفا ذا لون محدد فيظهر لونها من خلال النسيج الشفاف للمرجان والذي يختلف بالتالي في تدرجات ألوانه اعتمادًا على أنواع ودرجة تركيز الطحالب داخل أنسجته.

غذاء المرجان:

تحصل الشعاب المرجانية على طعامها من الطحالب التي تعيش في أنسجتها وعن طريق التقاط الفريسة وهضمها حيث تمتد مجسات البراعم المرجانية لالتقاط المغذيات.
كما ذكرنا في طبيعة العلاقة بين المرجان والطحالب التكافلية حيث تبني معظم الشعاب المرجانية شراكة فريدة من نوعها مع طحالب الزوزانتالي التي تستضيفها داخل البراعم المرجانية، وكيف أن تلك الطحالب تمد المرجان بالطعام مستخدمة ضوء الشمس لتوليد السكر (الجلوكوز) للطاقة، حيث يتم نقل هذه الطاقة إلى أنسجة المرجان والبراعم المضيفة، مما يوفر الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه للنمو واجراء العمليات الحيوية وبذلك يحص المرجان على الجزء الأكبر من غذاؤه عن طريق تلك الطحالب داخله.

يأكل المرجان أيضًا عن طريق اصطياد الحيوانات الدقيقة العائمة التي تسمى العوالق الحيوانية. خاصة في الليل، حيث تخرج البراعم المرجانية من هياكلها العظمية لتتغذى، وتمتد مجساتها الطويلة اللاسعة لالتقاط المخلوقات التي تطفو بالقرب منها، فيتم سحب الفريسة في أفواه البراعم المرجانية وهضمها في بطونها.
تعد أيضا العوالق النباتية (الفيتوبلانكتون – Phytoplankton) والمعروفة باسم الطحالب الدقيقة من مصادر الغذاء التي تلتقطها براعم المرجان كما تعد قاعدة العديد من شبكات الغذاء المائية في نظام بيئي متوازن، حيث توفر الغذاء لمجموعة واسعة من الكائنات البحرية ومنها الشعاب المرجانية.

تشبه تلك العوالق النباتية النباتات الأرضية من حيث أنها تحتوي على الكلوروفيل وتتطلب ضوء الشمس من أجل القيام بعملية البناء الضوئي اللازم للعيش والنمو.
معظم العوالق النباتية طافية وفي الطبيعة تطفو في الجزء العلوي من المحيط، حيث يخترق ضوء الشمس الماء. تتطلب العوالق النباتية أيضًا مغذيات غير عضوية مثل النترات والفوسفات والكبريت التي تحولها إلى بروتينات ودهون وكربوهيدرات في الاحواض البحرية يمكن إضافتها لمياه الحوض حيث يلتقطها المرجان ويتغذى عليها..

نمو المرجان:

مما سبق فإن العلاقة بين الطحالب والشعاب المرجانية تمثل حلقة محكمة لإعادة تدوير المغذيات في المياه حيث يوفر المرجان للطحالب التكافلية بيئة محمية داخل خلاياه بالإضافة للمركبات الأولية التي تحتاجها لعملية التمثيل الضوئي وفي المقابل، تنتج الطحالب الأكسجين وتساعد المرجان على إزالة الفضلات كما تمده بالطاقة اللازمة لنموه.
في الواقع، يتم نقل ما يصل إلى 90 بالمائة من المواد العضوية التي يتم إنتاجها ضوئيًا بواسطة الطحالب التكافلية إلى النسيج المرجاني المضيف وتلك هي القوة الدافعة وراء نمو وإنتاجية الشعاب المرجانية.

كيف يقوم المرجان ببناء هيكله الصلب؟

الهياكل الصلبة المرجانية مصنوعة من الأراجونيت، وهو شكل من أشكال كربونات الكالسيوم.
تقوم الشعاب المرجانية بتمديد هياكلها الصلبة للنمو في اتجاه ضوء الشمس والذي تعتمد عليه في عملية البناء الضوئي كما سبق.
تقوم الشعاب المرجانية ببناء هيكل جديد من بلورات الأراجونيت وفي الوقت نفسه يدعمون الهيكل القديم بحزم من البلورات الإضافية، والتي تعمل على زيادة سماكة وتقوية الهياكل لمساعدتها على مقاومة الكسر الناجم عن تيارات المياه والأمواج والعواصف والقضم بواسطة أسماك الببغاء.

تبدأ عملية البناء بأن تجلب البراعم المرجانية مياه البحر التي تحتوي على أيونات البيكربونات (HCO3-) وأيضاً أيونات الكربونات (CO32-) بالإضافة لأيونات الكالسيوم (Ca2+) الذائبة في الماء إلى داخل المرجان في مساحة يطلق عليها “مساحة تكلس” تقع بين خلايا النسيج الحي وسطح هياكلها الكلسية الأصلية.
تقوم خلايا أنسجة المرجان ببذل الطاقة لطرد أيونات الهيدروجين (H+) من البيكربونات خارج مساحة التكلس لإنتاج المزيد من أيونات الكربونات (CO32- ) التي ترتبط مع أيونات الكالسيوم (Ca2+) مكونة كربونات الكالسيوم (CaCO3) لبناء هياكلها الكلسية.

لاحظ العلماء مؤخراً أن المرجان يستخدم مجموعة من البروتينات عالية الحامضية بترتيب معين لتحفيز طرد أيونات الهيدروجين (H+) الموجودة في البيكربونات (HCO3-) لتحويلها إلى كربونات (CO32- ) وهي العملية التي تحتاج إلى طاقة ولا تزال العملية الكيميائية التي تتم لحدوث ذلك محل دراسة العلماء.

بسبب زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الجو والناتج عن عمليات حرق الوقود الأحفوري (البترول و مشتقاته و الفحم) فإن نسبة امتصاصه تزداد في مياه البحار والمحيطات مما يؤدي لحدوث ظاهرة تعرف بحامضية المحيطات أو حامضية مياه البحر ومع حركته مع التيارات المائية (H2O) تحدث تفاعلات كيميائية ينتج عنها تكون أعداد كبيرة من أيونات البيكربونات (HCO3-)  مقابل أعداد أقل من أيونات الكربونات  (CO32-)  فيتعين على الشعاب المرجانية أن تبذل المزيد من الطاقة لطرد أيونات الهيدروجين (H+) من البيكربونات لتتحول إلى كربونات وطرد الهيدروجين إلى خارج مساحة التكلس لبناء هياكلها الكلسية.

يمكن أن تحدث ظاهرة حامضية المياه أيضا في أحواض المرجان إذا كان الحوض في مكان مغلق سيء التهوية حيث تزداد نسب غاز ثاني أكسيد الكربون في هواء الغرفة المغلقة وتقل نسبة الأكسجين مما يؤدي لإجهاد المرجان لذا يوصى بجودة تهوية المكان المخصص للحوض وجعل سطح المياه معرضا لتيار هواء متجدد مع تمديد أنبوب سحب الهواء بجهاز إزالة البروتين “Protein skimmer” لمكان مفتوح خارج الغرفة إن أمكن لضمان سحب وإذابة هواء متجدد به نسب أكسجين عالية وثاني أكسيد كربون أقل في مياه الحوض.

ألوان المرجان:

كما سبق وأن وضحنا سابقا أن الطحالب التكافلية داخل أنسجة المرجان تحتوي على صبغات ضوئية ملونة تلعب دوراً هاماً في إعطاء المرجان لونه المميز له، بمعنى أنه إذا استضاف المرجان طحالب تكافلية ذات صبغة خضراء سيظهر باللون الأخضر وإذا كانت صبغة تلك الطحالب التكافلية حمراء سيظهر المرجان باللون الاحمر وهكذا في الألوان الأساسية.
وقد تحوي أنسجة المرجان على أكثر من نوع من الطحالب التكافلية ذوات صبغات مختلفة الألوان فتنتج تدرجات الألوان الأخرى من دمج أطياف الألوان الأساسية فمثلا ً دمج الصبغتان الخضراء مع الحمراء ينتج عنه اللون الأصفر.

تتشكل غالبية الأصباغ الضوئية من الصبغات التالية:

1- عائلة الكلوروفيل Chlorophyll: وهي جميعا تعكس درجات اللون الأخضر لأن الكلوروفيل يمتص بشكل أساسي الأطوال الموجية الزرقاء والحمراء وضعيف جدا في امتصاص الضوء الأخضر وحتى الأطوال الموجية القريبة من الأخضر والتي تنعكس عن جدار الخلية الحاوية للكلوروفيل فيظهر للعين باللون الأخضر.

وتنقسم عائلة الكلوروفيل إلى العديد من الصيغ الكيميائية التي تختلف كل منها عن الأخرى في الأطوال الموجية للضوء التي تستطيع امتصاصها وهي كالتالي:

– كلوروفيل أ Chlorophyll a تستخدمه جميع الكائنات الحية التي تعتمد على وجود ذرات الأكسجين في عملية البناء الضوئي حيث تحتوي تركيبة الكلوروفيل الكيميائية على الأكسجين، يمتص كلوروفيل أ أطياف اللون البنفسجي والأزرق والأحمر البرتقالي وتعكس جدران خلاياه اللون الأخضر.
– كلوروفيل ب Chlorophyll b يمتص فقط طيف اللون الأزرق ولونه أخضر.
– كلوروفيل ج Chlorophyll c يمتص اللون النيلي ولونه أخضر مائل للزرقة.
– كلوروفيل د Chlorophyll d يمتص اللون الأحمر البعيد عند طول موجي 710nm يتواجد مع كلوروفيل أ فينتج عنهما الصبغة ذات اللون الأحمر.
– كلوروفيل و Chlorophyll f وهو نوع حديث الاكتشاف يمتص أطياف الضوء تحت الحمراء و ثبت أنه يدعم بعض الأدوار في عملية البناء الضوئي كعمليات نقل الطاقة و فصل الشحنات و لم يكتشف له دور حتى الآن في إظهار أي لون.

2- عائلة الكاروتينات Carotenoids: هي أصباغ ضوئية مهمة لعملية التمثيل الضوئي.

تمتص الكاروتينات الأشعة فوق البنفسجية والبنفسجية والضوء الأزرق وتعكس الضوء البرتقالي أو الأحمر، وفي التركيزات المنخفضة تعكس الضوء الأصفر.
تنقسم إلى قسمين رئيسيين الكاروتين  Carotene والزانثوفيل Xanthophyll  و بالرغم من أن كلاهما من الكاروتينات ، فإن الزانثوفيل والكاروتينات متشابهة في التركيب ، لكن الزانثوفيل يحتوي على ذرات الأكسجين بينما الكاروتينات عبارة عن هيدروكربونات بحتة ، والتي لا تحتوي على الأكسجين.

أوسع صبغات الكاروتين انتشارا هو البيتا-كاروتين-Carotene  b وهي صبغة تعكس بقوة اللون الأحمر البرتقالي.
البريدينين Peridinin وهي صبغة بناء ضوئي تتواجد مترابطة مع الكلوروفيل في تركيبة بروتين الكلوروفيل والبريدينين تقوم بامتصاص أطياف الضوء الأزرق والأخضر في نطاق 470-550 نانومتر، خارج النطاق الذي يمكن الوصول إليه لجزيئات الكلوروفيل.
أما صبغات الزانثوفيل Xanthophyll  فهي صبغات تعمل على حماية مراكز البناء الضوئي داخل الخلايا من شدة الإضاءة الزائدة في عملية تعرف بعملية التبريد الكيميائي و اشهر تلك الصبغات هي الدايا-داينوزانثين و الداينوزانثين.

هل يعني مما سبق أن صبغات الكلوروفيل والكاروتينات في الطحالب التكافلية هي فقط المسؤولة عن جميع الألوان؟
الإجابة هي لا، فقد أثبتت الدراسات أن المرجان قادر على تكوين بروتينات خاصة فلورية تتوهج أو تظهر كالمضيئة تحت أطياف الضوء المحفز لها كالأشعة فوق البنفسجية وتلك البروتينات مسؤولة عن كم كبير من التوهج اللوني للمرجان كما أن دمج الأطياف اللونية لها مع الأطياف الخاصة بالصبغات الضوئية داخل الطحالب تشكل أيضاً تدرجات ألوان متعددة للمرجان.
تكوين تلك البروتينات يعتمد بشكل كبير على نوعية المغذيات التي تقدم للمرجان وتوافر المعادن والعناصر النادرة في المياه كما أن تنوعها يعتمد على الصفات الجينية المختلفة لكل نوع من أنواع المرجان.
يستهلك تكوين تلك البروتينات الكثير من الطاقة والتي يستمدها المرجان بشكل رئيسي من نواتج التمثيل الضوئي التي تقوم بإنتاجها الطحالب التكافلية كما أن شدة الإضاءة التي يتعرض لها المرجان والتنوع الطيفي الناتج عن تلك الإضاءة يلعبان دوراً رئيسياً في تحفيز تكوين تلك البروتينات.
توجد بعض الإضافات التي يمكنها من أن تعزز ألوان المرجان فاللون الأخضر يعززه توافر عنصر الحديد واللون الأزرق وبعض درجات البنفسجي تحتاج إلى مركب يوديد البوتاسيوم والألوان الوردي والأحمر وبعض درجات البنفسجي تحتاج إلى البوتاسيوم فقط واللون البنفسجي يحتاج إلى اليود أو اليوديد وهي صورة مؤكسدة من اليود.
في كل الأحوال توافر العناصر النادرة في الماء ونقاء المياه ودرجة حرارتها وانخفاض نسب النترات والفوسفات فيها وشدة الإضاءة وتنوع الطيف الضوئي وانتشاره وشدة تيارات المياه كلها عوامل تؤثر بنسب متفاوتة على ألوان وصحة المرجان.
يؤثر معدل نمو المرجان أيضا على درجة لونه فكما ذكرنا أن شدة تركيز الألوان وازدهارها تعتمد على انتاج بروتينات فلورية تستهلك الكثير من الطاقة التي كان من المفترض توجيهها لعملية النمو فالعلاقة بين درجة تركيز الألوان ومعدل النمو هي علاقة عكسية فكلما زاد معدل النمو كلما قل تركيز الألوان.
ولهذا السبب يلاحظ ظهور أطراف فاتحة اللون بشكل ملحوظ عند أماكن النمو الجديدة للمرجان حيث لم يتم إنتاج ما يكفي من صبغات المرجان بعد لتغطية تلك المنطقة حديثة النمو.

احتياجات المرجان في الأحواض:

نستطيع مما سبق تلخيص احتياجات المرجان الصلب الأساسية التي لا غنى عنها في الأحواض كالآتي:
– إضاءة تغطي جميع الأطياف اللونية مخصصة للمرجان Full Spectrum Reef Light
– درجة شفافية المياه ونقائها من الملوثات.
– توازن مع ثبات في نسب العناصر الذائبة في الماء.
– دورة بيولوجية مستقرة تماما.
– تيار مياه ذو شدة مناسبة لاحتياج المرجان.
– استقرار عام في معايير الحوض من درجة حرارة وعسر الكربونات”dKH” والرقم الهيدروجيني “pH” ومن ثم يجب توافر أدوات اختبار – لقياس تلك المعايير بصفة دورية لضمان ثباتها.
الاختبارات الأساسية الواجب القيام بها بصفة دورية:
– اختبار قياس عسر الكربونات “dKH”
– اختبار قياس نسب النترات “NO3”
– اختبار قياس نسب الفوسفات “PO4”
– اختبار قياس نسب الكالسيوم “Ca”
– اختبار قياس نسب الماغنسيوم “Mg” (ليس أساسي ويمكن حسابه من نسبة الكالسيوم).
– اختبار قياس الرقم الهيدروجيني (حامضية المياه) “pH”

ابيضاض المرجان:

يمكن أن يؤدي تعرض الشعاب المرجانية للضغوط البيئية إلى طرد الطحالب التكافلية خارج أنسجتها المضيفة، يمكن أن تؤثر الاختلافات في الملوحة وشدة الضوء ودرجة الحرارة والتلوث والترسيب والمرض على كفاءة التمثيل الضوئي للطحالب التكافلية أو تؤدي إلى طردها من علاقتها التكافلية مع المرجان.

فإضاءة أو حرارة زائدتين كافية لأن تحفز الطحالب التكافلية على إطلاق مركبات كيميائية تتسبب في تلف أنسجة المرجان المضيف، وكرد فعل مناعي عنيف تقوم انسجة المرجان بطرد الطحالب التكافلية خارجها من خلال البراعم إلى المياه المحيطة، مضحية بمصدر طاقتها وغذائها الرئيسي.
يؤدي طرد الطحالب خارج نسيج المرجان المضيف إلى فقدان الشعاب المرجانية لونها في ظاهرة تعرف باسم ابيضاض المرجان ” Coral Bleaching” حيث تعود أنسجة المرجان شفافة وتكشف عن بنيتها الهيكلية الكلسية البيضاء فتظهر باللون الأبيض.
المرجان المصاب بالابيضاض هو مرجان مريض لكنه ليس ميتاً.
تستطيع الطحالب التكافلية السابحة في المياه المحيطة بالمرجان إعادة الارتباط واستيطان أنسجة المرجان مرة أخرى إذا تحسنت الظروف التي أدت في الأصل إلى طردها شريطة أن يتم التحسن في وقت مناسب.
حينها يستطيع المرجان المصاب بالابيضاض التعافي مرة أخرى.
إذا لم تتحسن الظرف سريعا بما يكفي، عندها تبدأ أنسجة المرجان بالموت جوعاً ومن ثم تبدأ أنسجتها بالتحلل وتكسوها طحالب بنية داكنة وكائنات دقيقة تقوم بالتغذي على أنسجتها المتحللة حتى تتركها هياكل كلسية عارية.

المصادر:

1- https://en.wikipedia.org/wiki/Zooxanthellae
2- https://www.whoi.edu/oceanus/feature/how-do-corals-build-their-skeletons/

3- https://link.springer.com/referenceworkentry/10.1007%2F978-90-481-2639-2_9
4- https://www.aaas.org/news/scientists-pinpoint-how-corals-build-their-bony-structures
5- https://reefs.com/magazine/coral-coloration-fluorescence-part-1/
6- https://reefs.com/magazine/coral-coloration-part-3-pigments-responsible-for/
7- https://reefs.com/magazine/imitating-natural-light-quality-intensity-and-dosage-in-a-reef-aquarium-do-we-really-want-to/
8- https://reefs.com/magazine/coral-coloration-part-2-fluorescence-pigments-510-565-and-notes-on-green-fluorescent-proteins/
9- https://en.wikipedia.org/wiki/Chlorophyll
10- https://reefbuilders.com/2008/09/03/guide-of-sps-coral-coloration-make-them-more-vivid-bright/
11- https://en.wikipedia.org/wiki/Peridinin
12- https://www.jstor.org/stable/1539622
13- https://www.researchgate.net/figure/Pigments-compositions-of-zooxanthellae-expelled-from-coral-branches-held-under-a-12-h_fig1_267627975

مع تحيات موقع هوايتي

sample-ad

كلمات ذات صلة

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة