يوتوبيا أفلاطون – مدينة المارين الفاضلة

sample-ad

المدينة الفاضلة – إسقاط على واقع الهواية بالمنطقة العربية:

يوتوبيا أفلاطون، هى مكان يتخيل فيه ” أفلاطون” الحياة بشكل مثالي لا وجود له، كمجتمع يزخر بأسباب الراحة والسعادة لكل بني البشر.
واحنا ايه علاقتنا كهواة بعم أفلاطون ده ؟
كنوع من الإسقاط على واقع الهواة في مجتمعنا، يوتوبيا بتفكرنى بواقع الهواة في مصر تحديدا خصوصا في مرحلة بدء التفكير في انشاء حوض جديد، يبدء الهاوى بنسج مشهد خيالى ومثالى لشكل الحوض وهو ممتلىء بكل جميل من أسماك وأحياء، وفي الحقيقة هذا المشهد المثالى ليس خيالى 100% ولكن تم تخيله بناء على ما يشاهده المبتديء من صور وفيديوهات على اليوتيوب.
وهذا يعد أحد أسباب فشل وإحباط أغلب الهواة الجدد لأنه بدلا من أن يدرس امكانياته والموارد المتاحة حوله، يبدء في التجول على اليوتيوب لمشاهدة أجمل الأحواض ظنا منه أن حوضه سيكون مثل هذه الاحواض بعد شهر او شهرين، ويفاجأ بعدها أن الحوض لم يصل ل 5% مما شاهده على اليوتيوب.
والسبب بالتأكيد هو عدم اهتمام الهاوى بمعرفة ماهو متوفر في بلده من معدات أو أحياء أو حتى مشاهدة أحواض الهواة في بلده ليكون على دراية بما يمكن تحقيقه والفترة الزمنية المطلوبة للوصول لهذا المستوى، وبالتأكيد لا يمكن حصول ذلك الا بالتواصل مع هؤلاء الهواة القدامى بشكل مباشر.
الواقع في مصر تحديدا يختلف بشكل جذرى عن يوتوبيا أفلاطون، بل هو أقرب للديستوبيا (عالم غير منظم يغلب عليه الفوضي والفساد) فلا يوجد عندنا عالم مثالى ينعم بكل ما تتمناه من معدات او أحياء أو حتى تعاون حقيقي بين أطراف الهواية، بل يجب أن تعلم أنه لتحقيق مستوى جيد لحوضك سيتطلب الأمر منك اجتهاد وبحث مستمر، واكبر عامل مساعد لك هو اختلاطك بالهواة على تعدد مستوياتهم لتبادل الخبرات والاستفادة بتجاربهم.
والأمر غير مقتصر فقط على مجال المارين ولكن أيضا يمتد للأحواض المزروعة، ولا أنسي أبدا المشهد المتكرر لأى هاوى جديد عندما يبدء في طرح أول سؤال من خلال إرسال صورة لحوض قام بمشاهدته على أحد المواقع الاجنبية ويقول “هو أنا ممكن أعمل حوض زى ده؟” ، ويبدء في ارسال عشرات الصور المشابهة يصاحبها لمعة غريبة في عينيه قد تكون لمعة انبهار أو شوق.
والإجابة في العادة تكون بسيطة ومختصرة جدا “نعم مع الصبر تستطيع” ، الصبر على التعلم والصبر على توفير المعدات والصبر على توفر الاحياء … ولعل هذا يفسر لماذا كان عنصر الصبر أحد أهم عناصر نجاح أحواض المارين بصفة خاصة.
أخى الهاوى المبتديء يجب أن تعلم جيدا أن جميع الأحواض التى تراها على المواقع الأجنبية لم يتم بناؤها بين يوم وليلة، وحاول ألا تقارن حوضك بشكل مباشر مع أحواضهم لأسباب كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها، ولا تجعل عدم وصولك لنفس المستوى يسبب لك إحباط أو شعور بالفشل بل يجب ان تعلم أن وصولك لنصف مستواهم يعد نجاح كبير جدا يفوق نجاحهم في ظل الامكانيات الضعيفة للسوق المحلى.
وفي النهاية أذكرك أن أحد أفضل نواحى المتعة في هذه الهواية هى التعرف على شخصيات وصداقات جديدة، فإذا فشلت أن تبنى يوتوبيا مثالية لحوضك، فلا تعجز في أن تبنى يوتوبيا مثالية تتكون من اخوتك وأصدقائك في الهواية.
دمتم بود – محمد حسان

sample-ad

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة